روائع قرآنية


المُتأمِّل للقرآن الكريم يجده قد اختص كثيراً من الألفاظ والعبارات باستعمالات محددة ومقصودة ، تعكس للقارئ مظهراً من مظاهر دقته وجمال تعبيره ! 

فتعالوا بنا نرى ذلك من خلال الأمثلة التالية : 


( 1 ) أَعْيُنٌ .. و .. عُيُون


المتأمِّل للسياقات القرآنية التى ورد فيها كلا اللفظين، يجد ان القرآن الكريم فرق بين دلالة (  الْأَعْيُنِ )  ودلالة ( الْعُيُونِ )  من حيث أن كلمة (الْأَعْيُنِ ) استعملت في القرآن الكريم جمعًا للعين التى هى حاسَّة البصر ، وذلك في جميع مواضعها من القرآن الكريم ، بينما كلمة ( الْعُيُونِ ) استعملت جمعاً لعين الماء فى جميع مواضعها من القرآن الكريم ! 

واليكم الشواهد فيما يخص دلالة كلمة ( الْأَعْيُنِ ) ثم يليها الشواهد فيما يخص دلالة كلمة ( الْعُيُونِ )  : 

الْأَعْيُنِ :

1) ﴿ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ﴾ [ غافر : ١٩ ] 
2) ﴿ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ  ﴾ [ الزخرف : ٧١ ] 
3) ﴿ وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا ﴾ [ الاعراف : ١٧٩ ]
4) ﴿ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ ﴾  [ المائده : ٨٣ ] 
5) ﴿ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ﴾ [ الطور : ٤٨ ] 

 الْعُيُونِ : 

1) ﴿ وَفَجَّرْنَا الأرْضَ عُيُونًا ﴾ [ القمر : ١٢ ] 
2) ﴿ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ ﴾ [ يس : ٣٤ ]
3) ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴾  [ الحجر : ٤٥ ]
4) ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ ﴾  [ المرسلات : ٤١ ] 
5) ﴿ فَأَخْرَجْنَاهُم مِّن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴾  [ الشعراء : ٥٧ ] 

ومن العجيب أننا لا نجد هذه التفرقة الدلالية بين هاتين الصيغتين في لغة العرب ولا في دواوين الشعر العربي منذ العصر الجاهلي و حتى الآن. فقد كانوا يستعملون ( العيون) للدلالة على العين المبصرة، وهذا شائع في الشعر العربي ولا حصر له ، الأمر الذي يؤكد لنا تميز وتفرد البيان القرآني على غيره من بيان بشري.
والأعجب أنه رغم وضوح هذه الظاهرة اللغوية القرآنية الفريدة وضوح الشمس في وضح النهار فإننا نجد جمهور النحويين العرب وجمهور أصحاب المعاجم العربية يصرون إصرارا على أنه ليس ثمة من فرق بين الأعين والعيون سوى أن الأولى جمع قلة والثانية جمع كثرة ، غير عابئين بهذه التفرقة الدقيقة التي آثرتها اعجوبة الأداء القرآني بين الصيغتين من حيث انه عَبَّر بالبنية الصرفية "أعين" عن حاسَّة البصر، وعبَّر بالبنية الصرفية "عيون" عن عيون الماء! 



 ( 2 ) أُوتوا نَصِیبࣰا من الكتاب


لقد تكررت هذه الصيغة في ثلاثة مواضع متفرقة من القرآن الكريم وبعد استقراء تلك المواضع تبين أنَّها أتت جميعها في مقام الذم فقط ! 

فتعالوا نستعرض تلك الثلاثة مواضع وهي : 



1) " أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ نَصِیبࣰا مِّنَ ٱلۡكِتَاب یُدۡعَوۡنَ إِلَىٰ كِتَاب ٱللَّهِ لِیَحۡكُمَ بَیۡنَهُمۡ ثُمَّ یَتَوَلَّىٰ فَرِیقࣱ مِّنۡهُمۡ وَهُم مُّعۡرِضُونَ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۖ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ". [ آل عمران : 23 ، 24 ] 

2) " أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ نَصِیبࣰا مِّنَ ٱلۡكِتَاب یَشۡتَرُونَ ٱلضَّلَاله وَیُرِیدُونَ أَن تَضِلُّوا۟ ٱلسَّبِیلَ ". [ النساء : 44 ] 

3) " أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ نَصِیبࣰا مِّنَ ٱلۡكِتَاب یُؤۡمِنُونَ بِٱلۡجِبۡتِ وَٱلطَّاغُوتِ وَیَقُولُونَ لِلَّذِینَ كَفَرُوا۟ هَؤُلَاۤءِ أَهۡدَىٰ مِنَ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ سَبِیلًا ". [ النساء : 51 ] 


إذن نلاحظ فيما سبق من الآيات أن استعمال صيغة : (  أُوتوا نَصِیبࣰا من الكِتَاب ) قد ارتبط بمقام الذم فقط!  وهذا لا يعني أنها بذاتها صيغة ذم ، بل ارتبط استعمالها فقط بمقام الذم ! 
وبالتالي نحن أمام تخصيص وتوظيف مقصود لهذه الصيغة المتكررة ، يعكس لنا دقة القرآن وجمال تعبيره ! 


( 3 ) الذينَ آتَيْنَاهم الكِتابَ ..


لقد تكررت صيغة : ( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ ) في ثمانية مواضع متفرقة من القرآن الكريم و بعد استقراء تلك المواضع جميعها تبين أنه حيثما وردت هذه الصيغة فإنك تجد بعدها إشارة إما للنبي( صلى الله عليه وسلم) وإما للقرآن الكريم ! 

فتعالوا بنا نرى ذلك :
 
1) قوله سبحانه : ﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ .... ﴾ [ البقرة ١٢١ ]
 
2) قوله سبحانه : ﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ .... ﴾ [ البقرة : ١٤٦ ]

3) قوله سبحانه : ﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمُ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ ﴾ [ الأنعام : ٢٠ ] 

4) قوله سبحانه : ﴿ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن یَكۡفُرۡ بِهَا هَؤُلَاۤءِ فَقَدۡ وَكَّلۡنَا بِهَا قَوۡمࣰا لَّیۡسُوا۟ بِهَا بِكَفِرِینَ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنعام ٨٩ ، ٩٠ ] 

5) قوله سبحانه : ﴿ أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴾ [ الأنعام : ١١٤ ]

6) قوله سبحانه : ﴿ وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ الأَحْزَابِ مَن يُنكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللّهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ ﴾ [ الرعد : ٣٦ ]

7) قوله سبحانه : ﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ ﴾ [ القصص : ٥٤ ] 

8) قوله سبحانه : ﴿ وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلَاء مَن يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ ﴾ [ العنكبوت : ٤٧ ]

 إذن نلاحظ فيما سبق من الآيات أنَّ صيغة : ( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ ) لا ترد في سياقٍ ما ، إلا و يجد القارئ بعدها إشارةً إما للنبي صلى الله عليه وسلم وإما للقرآن الكريم ! 
فهو إذن توظيفٌ واستعمالٌ مقصودٌ لهذه الصيغة ، يعكس لنا دقة القرآن وجمال تعبيره !



( 4 ) الحَلِف بالله .. 



لقد تكررت اشتقاقات كلمة ( حلف ) في اثْنَيْ عَشَر موضعا من القرآن الكريم وبعد استقراء تلك المواضع تبين أن جميعها استُعمل في مقام الكذب و عدم الوفاء باليمين ! 



فتعالوا بنا نرى ذلك : 



1 ) قوله سبحانه : " ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ ". [المائدة: 89] والشاهد ان الحلف هنا ارتبط بعدم الوفاء باليمين . 


2 ) قوله سبحانه : " وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا ". [ النساء : 61 ، 62 ] 
والشاهد فيه ان الحلف ارتبط بكذب المنافقين بقوله : " يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا ". وهم كَذَبة في ذلك.


3 ) قوله سبحانه : " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِم مَّا هُم مِّنكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ". [ المجادلة : 14 ]



 4 ) قوله سبحانه : " يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ ۖ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ ۚ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ .... ". [ المجادلة : 18 ] 


5 ) قوله سبحانه : " وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ ". [ القلم : 10 ] والشاهد فيه ان الحلف ارتبط بمن هو حلاف وهو الكثير الحلف بالباطل هماز  يمشي بالنميمة ! 


6 ) قوله سبحانه : " لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَّاتَّبَعُوكَ وَلَٰكِن بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ ۚ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ". [ التوبة : 42 ]


7 ) قوله سبحانه : " وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مِّنكُمْ وَلَٰكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ ". [ التوبة : 56 ]


8) " يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُوا مُؤْمِنِينَ ". [ التوبة : 62 ] 



9) " يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ ". [ التوبة : 74] 



10) " سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ ۖ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ ۖ إِنَّهُمْ رِجْسٌ ۖ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ".[ التوبة : 95 ]



11) " يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ ۖ فَإِن تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَىٰ عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ". [ التوبة : 96 ] 



12) " وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ ۚ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَىٰ ۖ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ". [ التوبة : 107 ] 

 
إذن نلاحظ فيما سبق من الآيات ارتباط استعمال اشتقاقات الحلف اللفظية بمقام الكذب وعدم الوفاء باليمين ! 
وبالتالي نحن أمام تخصيص وتوظيف مقصود لتلك الاشتقاقات المتكررة ، يعكس لنا مظهرا من مظاهر دقة القرآن و روعة بيانه المحكم ! 


( 5 ) اللائِي .. و .. اللاتِي : 


من احدى روائع البيان القرآني مانجده في تخصيص استعمال كلمة ( اللَّائِي ) في حالتي الظِهار والطلاق فقط ، والاروع من ذلك انه خصص منها اثنتين في الظِهار واثنتين في الطلاق والمفارقة ! 

واما ( اللَّاتِي ) فهي تستعمل فيما عدا ذلك.


فتعالوا نرى ذلك ! 


1 ) قال سبحانه : " الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ ۖ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ ". [ المجادلة : 2 ] 


2 ) و قال سبحانه : " وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ ". [ الاحزاب : 4 ] 


3 ) و قال سبحانه : " وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ ۚ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ۚ  ". [ الطلاق : 4 ] 


فانظر إلى روعة هذا التخصيص في استعمال ( اللَّائِي ) فيما سبق من آيات في الظِهار والطلاق . والاروع من ذلك تخصيص اثنتين منها في الظِهار واثنتين منها في الطلاق ! 

ان هذا الانسجام في خصوصية استعمال كلمة (  اللَّائِي ) بين جميع مواضع ورودها بالرغم من تفرق تلك المواضع بمختلف السور لهو أمر يثبت لنا روعة ودقة هذا الكتاب المحكم ! 


( 6 ) الجوع : 


لقد تكرر ذكر الجوع في خمسة مواضع متفرقة من القرآن الكريم ، وبتتبع هذه المواضع جميعها وجدنا أنَّه حيثما ذكر الجوع ذُكر معه لونٍ من ألوان الشدة ! 


فتعالوا بنا نستعرض تلك المواضع الخمسة، فيما يأتي: 


1) ﴿ وَلَنَبۡلُوَنَّكُم بِشَیۡءࣲ مِّنَ ٱلۡخَوۡفِ وَٱلۡجُوعِ وَنَقۡصࣲ مِّنَ ٱلۡأَمۡوَ ٰ⁠لِ وَٱلۡأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَ ٰ⁠تِۗ وَبَشِّرِ ٱلصَّابِرِینَ ﴾ [البقرة ١٥٥] 


2) ﴿ وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلࣰا قَرۡیَةࣰ كَانَتۡ ءَامِنَةࣰ مُّطۡمَنَّةࣰ یَأۡتِیهَا رِزۡقُهَا رَغَدࣰا مِّن كُلِّ مَكَانࣲ فَكَفَرَتۡ بِأَنۡعُمِ ٱللَّهِ فَأَذَ ٰ⁠قَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلۡجُوعِ وَٱلۡخَوۡفِ بِمَا كَانُوا۟ یَصۡنَعُونَ ﴾ [النحل ١١٢] 


3) ﴿ إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِیهَا وَلَا تَعۡرَىٰ وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَىٰ ﴾ [طه ١١٨ ، ١١٩] 


4 ) ﴿ لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٍ  لَّا یُسۡمِنُ وَلَا یُغۡنِی مِن جُوعࣲ ﴾ [الغاشية ٦ ، ٧] 


5 ) ﴿ ٱلَّذِیۤ أَطۡعَمَهُم مِّن جُوعࣲ وَءَامَنَهُم مِّنۡ خَوۡفِۭ ﴾ [قريش ٤]


إذن نلاحظ فيما سبق من الآيات أنَّ الجوع لا يرد في سياقٍ ما ، إلا ونجد فيه لون من ألوان الشدة !  

فهو إذن توظيفٌ واستعمالٌ مقصودٌ للجوع ، يعكس لنا دقة القرآن وجمال تعبيره !


( 7 ) النعمة .. و .. النعيم :

ما الفرق بين ( النعمة والنعيم ) في التعبير القرآني : 

نلاحظ أن كل ( نعمة ) في القرآن الكريم إنما هي لنعم الدنيا على اختلاف أنواعها ، يطرد ذلك ولا يتخلف في كل مواضع استعمالها ، مفرداً وجمعاً، كقوله تعالى : " وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ". [البقرة : 211]
وقوله تعالى : " وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ".[ابراهيم 6]
وقوله : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً ". [الأحزاب 9]

أما صيغة ( النعيم ) فتأتي في البيان القرآني متلازمة مع الحياة الآخرة ، يطرد هذا ولا يتخلف في كل آيات النعيم : 
كقوله تعالى : " أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ". [المعارج : 38]
وقوله تعالى : " وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ ".[الشعراء : 85]
وقوله تعالى: " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ ". [لقمان 8]
وقوله تعالى : " ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ". [التكاثر 8]
وهذا السؤال سيكون في الآخرة .


( 8 ) المطر ..


من الروائع البلاغية في القرآن الكريم أن ذكر المطر لا يأتي إلا أن يكون متبوعا بعقاب او مرتبطا بأذى ! ، يُطرد ذلك ولا يتخلف في جميع الآيات التي جاء بها ذكر المطر  ! 

 
وهي كالتالي: 

-1 " وﻻ ﺟُﻨَﺎﺡَ ﻋَﻠَﻴْﻜُﻢْ ﺇِﻥ ﻛَﺎﻥَ ﺑِﻜُﻢْ ﺃَﺫًﻯ ﻣِّﻦ ﻣَّﻄَﺮٍ ﺃَﻭْ ﻛُﻨﺘُﻢ ﻣَّﺮْﺿَﻰ ﺃَﻥ ﺗَﻀَﻌُﻮﺍْ ﺃَﺳْﻠِﺤَﺘَﻜُﻢ ". (102) ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ.
-2 " ﻭَﺃَﻣْﻄَﺮْﻧَﺎ ﻋَﻠَﻴْﻬِﻢ ﻣَّﻄَﺮًﺍ ﻓَﺎﻧﻈُﺮْ ﻛَﻴْﻒَ ﻛَﺎﻥَ ﻋَﺎﻗِﺒَﺔُ ﺍﻟْﻤُﺠْﺮِﻣِﻴﻦَ ". (84) ﺳﻮﺭﺓ اﻷ‌ﻋﺮﺍﻑ.
-3 " ﻭَﺇِﺫْ ﻗَﺎﻟُﻮﺍْ ﺍﻟﻠَّﻬُﻢَّ ﺇِﻥ ﻛَﺎﻥَ ﻫَﺬَﺍ ﻫُﻮَ ﺍﻟْﺤَﻖَّ ﻣِﻦْ ﻋِﻨﺪِﻙَ ﻓَﺄَﻣْﻄِﺮْ ﻋَﻠَﻴْﻨَﺎ ﺣِﺠَﺎﺭَﺓً ﻣِّﻦَ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﺀ ﺃَﻭِ ﺍﺋْﺘِﻨَﺎ ﺑِﻌَﺬَﺍﺏٍ ﺃَﻟِﻴﻢٍ ". (32) ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻷ‌ﻧﻔﺎﻝ.
-4 "  ﻭَﺃَﻣْﻄَﺮْﻧَﺎ ﻋَﻠَﻴْﻬَﺎ ﺣِﺠَﺎﺭَﺓً ﻣِّﻦ ﺳِﺠِّﻴﻞٍ ﻣَّﻨﻀُﻮﺩٍ ". (82) ﺳﻮﺭﺓ ﻫﻮﺩ.
-5 "ﻭَﺃَﻣْﻄَﺮْﻧَﺎ ﻋَﻠَﻴْﻬِﻢْ ﺣِﺠَﺎﺭَﺓً ﻣِّﻦ ﺳِﺠِّﻴﻞٍ ". (74) ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺤﺠﺮ.
-6 " ﻭَﻟَﻘَﺪْ ﺃَﺗَﻮْﺍ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟْﻘَﺮْﻳَﺔِ ﺍﻟَّﺘِﻲ ﺃُﻣْﻄِﺮَﺕْ ﻣَﻄَﺮَ ﺍﻟﺴَّﻮْﺀِ ﺃَﻓَﻠَﻢْ ﻳَﻜُﻮﻧُﻮﺍ ﻳَﺮَﻭْﻧَﻬَﺎ ﺑَﻞْ ﻛَﺎﻧُﻮﺍ لا ﻳَﺮْﺟُﻮﻥَ ﻧُﺸُﻮﺭًﺍ ". (40) ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ.
-7 " ﻭَﺃَﻣْﻄَﺮْﻧَﺎ ﻋَﻠَﻴْﻬِﻢ ﻣَّﻄَﺮًﺍ ﻓَﺴَﺎﺀ ﻣَﻄَﺮُ ﺍﻟْﻤُﻨﺬَﺭِﻳﻦَ". (173) ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ.
-8 " ﻭَﺃَﻣْﻄَﺮْﻧَﺎ ﻋَﻠَﻴْﻬِﻢ ﻣَّﻄَﺮًﺍ ﻓَﺴَﺎﺀ ﻣَﻄَﺮُ ﺍﻟْﻤُﻨﺬَﺭِﻳﻦَ ". (58) ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﻤﻞ.
-9 " ﻓَﻠَﻤَّﺎ ﺭَﺃَﻭْﻩُ ﻋَﺎﺭِﺿًﺎ ﻣُّﺴْﺘَﻘْﺒِﻞَ ﺃَﻭْﺩِﻳَﺘِﻬِﻢْ ﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﻫَﺬَﺍ ﻋَﺎﺭِﺽٌ ﻣُّﻤْﻄِﺮُﻧَﺎ ﺑَﻞْ ﻫُﻮَ ﻣَﺎ ﺍﺳْﺘَﻌْﺠَﻠْﺘُﻢ ﺑِﻪِ ﺭِﻳﺢٌ ﻓِﻴﻬَﺎ ﻋَﺬَﺍﺏٌ ﺃَﻟِﻴﻢٌ ". (24) ﺳﻮﺭﺓ اﻷ‌ﺣﻘﺎﻑ.


فانت ترى اخي القارئ ان ذكر المطر لا يأتي الا أن يكون متبوعا بعقاب او مرتبطا باذى ! 
ان هذا الانسجام بين جميع مواضع ورود المطر من حيث تخصيص استعماله وتوظيفه بما يتبعه من عقاب او ارتباط بأذى ، رغم تفرق تلك المواضع بسور عديدة مختلفة هو أمر يثبت لنا القصد الواضح والدقة في التعبير بهذا الكتاب المحكم ! 



( 9 ) النقمة .. و .. الانتقام : 

ما الفرق بين النقمة والانتقام بحسب الاستعمال القرآني ؟

النقمة مصدر للفعل الثلاثي ( نقم ) وهي بتصريفاتها مسندة إلى غير الله ، وهي كلمة تدل على الحقد والبغض، أما الانتقام فهو مصدر للفعل الرباعي ( انتقم ) والانتقام وتصريفاته مسند إلى الله فقط ، وهو عقوبة على الذنوب والانحراف.

النقمة وتصريفاتها :
1 - " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ ". [ المائدة : 59 ] 
2 - " وَمَا تَنْقِمُ مِنَّا إِلا أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ ". [ الاعراف : 126 ]
3 - " وَمَا نَقَمُوا إِلا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْراً ". [ التوبة : 74 ]
4 - " وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ". [ البروج : 8 ] 

نلاحظ مما سبق من الآيات ان النقمة استعملها القرآن مع الكفار والأعداء فقط! 

الانتقام وتصريفاته : 
1 -  " إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ " [ آل عمران 4 ] 
2 - " عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَام " [ المائدة 95 ] 
3 - " فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ " [ ابراهيم 47 ] 
4 - " وَمَن يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّضِلٍّ ۗ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انتِقَامٍ ". [ الزمر : 37 ] 

 نلاحظ مما سبق من الآيات ان الانتقام وهو العقوبة على الذنوب والانحراف لا تستعمل في القرآن إلا مع الله فقط. 


( 10 ) الرؤيا .. و .. الحلم :

الفرق بين الرؤيا والحلم بحسب الاستعمال القرآني : 

كثير من الناس لايفرق بينهما وقد يبدو من اليسير ان يقوم احد اللفظين مقام الآخر ، وذلك ما يأباه البيان المعجز في القرآن الكريم ، فعند استقراء الآيات القرآنية التي جاء فيها اللفظان، نجد الآتي : 

استعمل القرآن الكريم ( الأحلام ) ثلاث مرات ، يشهد سياقها بأنها الأضغاث المهوشة والهواجس المختلطة ، وتأتي في المواضع الثلاثة بصيغة الجمع ، دلالة على الخلط والتهوش لا يتميز فيه حلم عن آخر ، كقوله سبحانه وتعالى :
" بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ ". [ الانبياء : 5 ] 
أما الرؤيا ، فجاءت في القرآن الكريم سبع مرات ، كلها في الرؤيا الصادقة ، وهو لا يستعملها إلا بصيغة المفرد ، دلالة على التميز والوضوح والصفاء ، كقوله سبحانه و تعالى : " قَالَ يَا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ ". [ يوسف : 5 ] 


(11) رَشَدا

لقد تكررت كلمة ( رَشَدا ) في خمس مواضع متفرقة من القرآن الكريم وبعد تتبع تلك المواضع جميعها وجدنا أن كلمة ( رَشَدا ) لم ترد إلا في ختام كل آية وردت فيها ، في كل مواضع ورودها!

فتعالوا بنا نرى ذلك : 

1 -  ﴿  إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً ﴾ [ الكهف : 10 ] 
2 -  ﴿ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَداً ﴾ [ الكهف : 24 ] 
3 -  ﴿وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً ﴾  [ الجن : 10 ]
4 -  ﴿ وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً ﴾ [ الجن : 14 ]
5 -  ﴿ قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلا رَشَداً ﴾ [ الجن : 21 ]

اذن من الملاحظ فيما سبق من الآيات أن كلمة ( رَشَدا ) لم يستعملها القرآن الكريم إلا ختاماً لكل آية ترد فيها.
اذن نحن أمام توظيف وتخصيص مقصود لهذه اللفظة يعكس لنا مظهرا من مظاهر دقة القرآن وجمال تعبيره ! 



.