جميعنا يعلم بأن هذا الكون ذو مادة لا عقل لها ، وأن ولادة كائنات حية لها نهايات جسمانية مميزة ، ومهيئة لتنفس الأوكسجين وشرب الماء وتناول الغذاء وفق آلية مقصودة يستحيل أن يكون سببها مادة لا عقل لها ولا هدف.
إعداد انتقالي مقصود لما بعد مرحلة الرحم :
عندما كنا نتشكل في أرحام أمهاتنا كان وجودنا وجودا بنائياً انتقالياً لهذه الحياة الدنيا وقد هيئت فيه أجسامنا تهيئة مستقبلية لما بعد حياة الرحم وذلك بما يسمح لمواد مثل الأوكسجين والغذاء والماء أن تدخل بأجسامنا وتعمل بها.
إننا نعلم بأن الجنين عندما يتشكل في بطن أمه يأتيه الأوكسجين عبر ما يسمى بالحبل السري ومع ذلك فإن الأسباب التي عملت على تكوينه أنتجت له جهازا تنفسيا مقصودا بجانب هذا الحبل السري استعداداً لما بعد خروجه من الرحم !
كما إننا نعلم بأن الجنين عندما يتشكل في بطن أمه يأتيه غذاؤه اللازم لنموه عبر هذا الحبل السري ، ومع ذلك فإن الأسباب التي عملت على تكوينه أنتجت له جهازاً هضمياً بجانب هذا الحبل السري استعداداً لما بعد خروجه من هذا الرحم !
كما أن الأسباب التي عملت على تكوين هذا الجنين وهو في ظلمة الرحم وخلف جداره أنتجت له جهازاً بصرياً وهو في موضع لم يكن بحاجة لكي يبصر شيئاً، ولم يكن ذلك إلا استعداداً لما بعد خروجه من ظلمات الرحم !
بل إن هذه الأسباب أنتجت له سمعاً وهو في موضع لم يكن بحاجة لكي يسمع شيئاً ، ولم يكن ذلك إلا استعداداً لما بعد خروجه من الرحم.
.